00963-942-374376 WhatsApp

موقف الشيخ الهجري و زيارة وفد من السويداء الى الشرع

ما يزال الشيخ حكمت الهجري، يطلق تصريحات يؤكد فيها على ثبات موقفه من الإدارة السورية الجديدة، في حين أن بعض وجهاء السويداء ومشايخ عقل، بدأوا بالتواصل مع الحكومة السورية لحل النقاط العالقة. حيث ظهر الشيخ الهجري في بيان مصوّر، جدّد فيه الدعوة إلى دولة “مدنية لا مركزية”، دون انفراد في السلطة، بينما اعتبر أن الأحداث السابقة في ريف دمشق والسويداء، دفعت لـ” التعلق بحق حماية النفس، وحمل السلاح حتى تستقر الدولة”.

التعلق بحق حماية النفس
الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، بدأ حديثه في البيان المصوّر، بـ الترحّم على “شهداء المجازر الإرهابية” التي أوقعتها “العصابات التكفيرية اللاإنسانية في مناطقنا بريف دمشق والسويداء، وفي الساحل وكل المناطق السورية الثّكلى”، داعيا بالشفاء للجرحى، في إشارة إلى أحداث “أشرفية صحنايا” وجرمانا” وما تبعه من توتر في السويداء، خلال نيسان الماضي وأحداث الساحل السوري في آذار الماضي.

ووجه الشيخ الهجري خطابه إلى السوريين، واصفا ما تمر به البلاد اليوم “من ويلات حرب دامية” بأنها غير متوقعة ولم “نتجه إليها”. حيث قال: “بقينا ولا زلنا على مبادئنا ثابتين لتأمن بلادنا وتحضن أبناءها بسلام ومواطنة مشتركة ينظّمها دستور مدني حديث، مبني على دولة ديمقراطية حضارية لامركزية بتوافق السوريين بكل مكوناتهم وأطيافهم دون تسلّط ولا انفراد بالسلطة، وبوجود قوانين مدنية عادلة تكون الملاذ والمقصود تحت ستائر الحق وبتطبيق القرارات الدولية والإرادة الشعبية.”

وأضاف الشيخ الهجري: “شعبنا عاش أكثر لحظاته سعادة بخلاصنا من زمن القمع والاستبداد وعبر مرحلة انتقالية سادها الحزن على ما بدر خلالها من حالات فتنة طائفية تعمل على تمزيق الوحدة الإنسانية”. واتهم وسائل “الإعلام العربية المعروفة” بمساهمتها في نقل الفتن بلا مصداقية، ونقل الأخبار متجزأة، مطالبا إياها بـ العودة إلى حسن المبادئ والحقيقة.

استثناء السويداء من الاستثمارات
تصريحات الهجري الأخيرة، تأتي في وقت بات فيه بعض وجهاء ومشايخ عقل السويداء، بدأوا بالتحرك باتجاه حل المشاكل العالقة مع الحكومة السورية، إذ التقى وفد من السويداء مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في قصر الشعب بدمشق، قبل عدة أيام. بينما أصدر بعض وجهاء ومشيخة عقل السويداء مؤخرا بيانا مشتركا أكدوا فيه ضرورة تعزيز الأمن في السويداء عبر انتشار قوات محلية تابعة لحركة “رجال الكرامة” و” لواء الجبل”.

وتعكس هذه التطورات موقفا مناهضا للشيخ الهجري، الذي يُعتبر معارضا للشرع، ما يجعل السويداء غير منسجمة مع الواقع السوري ومستثنية من بعض الاتفاقيات. السعودية وقطر لم تشملا السويداء بالمنحة المالية المقدمة من الدولتين لموظفي القطاع العام، كونها خارج سيطرة الحكومة السورية، بحسب مصدر حكومي تحدث لـ “الحل نت”. إذ أعلنت المملكة العربية السعودية وقطر، عن تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في القطاع العام بسوريا لمدة 3 أشهر، والذي جاء في إطار حرص البلدين على دعم استقرار سوريا، وتخفيف المعاناة الإنسانية، بحسب بيان مشترك.

في ذات السياق، تحدثت مصادر مطلعة عن أن الشرع أشار خلال زيارة وفد من السويداء إلى قصر الشعب الأسبوع الماضي، إلى أن السويداء ستكون بمعزل عن أي استثمار في ظل الأوضاع الأمنية الحالية. وأضاف الشرع للوفد أن الحكومة وقعت اتفاقية استثمار مع الولايات المتحدة بقيمة 7 مليارات دولار، لكن المستثمرين رفضوا ضخ أموالهم في السويداء بسبب عدم الاستقرار الأمني فيها بحسب تعبير الشرع.

ما موقف الحكومة؟
وزير الإعلام، حمزة المصطفى، قال إن الحكومة حاولت على مدى الأشهر الماضية، الوصول إلى صيغ وتفاهمات مع القوى الموجودة في السويداء، ووصلت الجهود إلى درجة أن الحكومة قبلت تقريبًا كل مطالب هذه القوى، لكن “بعض القوى تراجعت عن مطالبها التي قدمتها، أو هي لا تستطيع تنفيذها”.

وزير الإعلام، حمزة المصطفى
وأكد الشرع للمجتمعين، بحسب المصطفى، على ضرورة أن يلفظ عقلاء السويداء والقوى الوطنية بعض الأصوات التي تحاول تبني خطاب استجدائي يراهن على تدخل خارجي، وخاصة بعد رفع العقوبات، مشيرا إلى أن هناك فرص تلوح في الأفق، والجميع مدعو إلى الالتفاف حول الوطن السوري، “فلا خيار لنا سوى النجاح، وهذه مهمة الجميع”. مقتبس من الحل نت.