1 كانون أول 2023

صورة اليوم | غلاف كتاب “صناعة الأسطورة” حكاية التمرد الطويل في جبل لبنان

“الحادثة الرئيسيّة الأولى التي ترويها المصادر التقليديّة هي اعدام زعيم درزيّ اسمه يونس معن، وهو من يفترض انّه جدّ فخر الدّين معن الذي ذاعت شهرته واتّسع نفوذه في العقود الأربعة الأولى من القرن السّابع عشر. وقد استدرج يونس معن الى دمشق، وأعدم بناء على أمر سريع من الوالي العثماني لولاية دمشق. ولا بدّ أنّ هذا التطوّر كان مرتبطا بتجدّد التمرّد في المناطق الدرزيّة. ومن الواضح أنّ التمرّد اكتسب بعدا خطيرا لأنّ الدروز أصبحوا يمتلكون الأسلحة الناريّة. وفق أقدم وثائق دفاتر المهمّة المتوفّرة لدينا، امتلك الدروز كميات كبيرة من الأسلحة الناريّة قبل عام 1546، وقد رفضوا الانصياع للأمر السلطاني بتجريدهم منها، ليعلنوا التمرّد بدلا من الانصياع. صدر أمر جديد لوالي دمشق أن يهاجم الدروز، ويجرّدهم من السلاح، مع تزويده بقوّات عسكريّة اضافيّة من الولايات المجاورة لتساعده في الحملة. منذ ذلك الحين والى زمن طويل، كانت المناطق الدرزيّة في حالة تمرّد متواصلة تقريبا نتيجة لرفضهم دفع الضرائب للدولة العثمانيّة، ولاستمرارهم في امتلاك السلاح. ويبدو أنّ هذا التمرّد لم يكن مقتصرا على منطقة الشوف، ولا على المعنيّين فحسب، بل كان يشمل كلّ مناطق الدّروز تقريبا، والعديد من قادتهم”.