20 نيسان 2025

غرفة الأخبار
  • موقع إخباري وإعلامي يهتم بشؤون الدروز في الشرق الأوسط والعالم.

  • موقع إخباري وإعلامي يهتم بشؤون الدروز في الشرق الأوسط والعالم.

  • موقع إخباري وإعلامي يهتم بشؤون الدروز في الشرق الأوسط والعالم.

  • موقع إخباري وإعلامي يهتم بشؤون الدروز في الشرق الأوسط والعالم.

  • موقع إخباري وإعلامي يهتم بشؤون الدروز في الشرق الأوسط والعالم.

  • موقع إخباري وإعلامي يهتم بشؤون الدروز في الشرق الأوسط والعالم.

غرفة الأخبار | اللقاء الكامل مع أمير جبل الدروز حسن الأطرش

نشرت جريدة الأخبار اللبنانية لقاء مع الأمير حسن الأطرش جاء فيه

كيف تصفون المخاطر التي تستهدف سوريا في هذه المرحلة؟

إن المرحلة الحالية هي من أخطر المراحل التي مرّت بها سوريا تاريخياً. هناك أوّلاً التهديد الإسرائيلي. هذا التهديد زاد بشكل كبير في الفترة الأخيرة لأنه يتوسّع ويقضم أراضي الجولان المحتل وجبل الشيخ ومحافظة القنيطرة ويتوغّل في درعا. وتشنّ إسرائيل ضربات جوية على مواقع عسكرية، وليس هناك أي مؤشرات إلى وقفها الأعمال العدائية وعدم قيامها بالتوغّل أكثر وسرقة المزيد من الأراضي. كما تتوسّع في فلسطين وجنوب لبنان، وتقوم بأدوار سياسية وتحريضية في سوريا وعموم المنطقة. وهناك ثانياً التهديد السياسي.

فالحكومة الحالية في دمشق ليست حكومة كاملة الشرعية دولياً أو داخلياً، خصوصاً أنها لم تنبثق عن انتخابات ديمقراطية حقيقية، ولم تضع حتى الآن إطاراً دستورياً يوافق عليه كل السوريين، ولا يمكن أن تستمر بهذا الشكل. لا يزال الطريق طويلاً للحصول على اعتراف دولي حقيقي يرفع العقوبات عن الشعب السوري، وهناك الكثير من التدخّلات الخارجية ولا سيما التدخل التركي. وهناك التهديد الأمني، ومصدره الفوضى المسلّحة الحاصلة الآن، وعمليات القتل الطائفي التي لا تزال تحصل في حمص وحماه ومناطق الساحل السوري مع وجود الجهاديين الأجانب ومجموعات غير منضبطة مشحونة بالعنف الطائفي من دون أن تقوم السلطة الحالية باتخاذ إجراءات جادّة لوقف الانتهاكات أو محاسبة المسؤولين عنها من أجهزة السلطة الجديدة.

العدالة الانتقالية هي الحل لكل من اشترك بالدم السوري، وليس الانتقام. أيضاً داعش هو تهديد مستمر، ويهدّد كل سوريا ويهدّد السويداء من الشرق. وهناك التهديد الاقتصادي، إذ إن 90% من الشعب السوري يحتاجون إلى المساعدات الغذائية ويعانون من الفقر، والوضع الاقتصادي والمعيشي والطبي سيّئ للغاية. هذا بحد ذاته تحدّ كبير، فضلاً عن استمرار وجود السوريين في مخيمات التهجير. أما التهديد الاجتماعي فالأساس فيه هو مشكلة الطائفية المستشرية وخطاب التحريض الذي قد يجرّ البلاد إلى الحرب الأهلية. وبوجود الأطماع الخارجية، هذه المسألة خطيرة. الطائفية، هي المحرّك الأساسي لتقسيم سوريا.

■ هناك محاولات كثيرة ونشاط لافت لتقسيم سوريا، هل تخشون التقسيم؟

إن التقسيم كان دائماً خطراً داهماً على سوريا لأن سوريا الموحّدة هي قلعة حصينة ولا يمكن ابتلاعها. أما سوريا المقسّمة إلى أجزاء فيسهل ابتلاعها وسلبها حقوقها. سوريا مهدّدة اليوم بالتقسيم بسبب استمرار العنف والتحريض والتدخلات الخارجية. يجب أن يتوقف كل هذا. لكن أيضاً نحن نعوّل على الشعب السوري وعلى وعيه.

■ هناك أيضاً دعوات للتقسيم في السويداء، ما هو الموقف في السويداء عموماً؟

الحديث عن دعوات للتقسيم من السويداء عارٍ عن الصحة. السويداء خيارها واضح بالغالبية العظمى من السكان بأن الوجهة هي دمشق. السويداء وحوران والجنوب السوري هي جزء أساسي من سوريا والدولة السورية. السويداء خلف قائد الثورة، رفعت العلم العربي في دمشق وأسقطت العلم التركي، ثم رفعت العلم السوري وأسقطت العلم الفرنسي. هذا تاريخنا، فهل نحيد عن الطريق؟ حالياً في كل لقاءاتنا ننادي بسوريا واحدة موحّدة ضد أي مشاريع أخرى، مشاريع تقسيم أو مشاريع انفصال. نحن نرفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً وندعو الجميع ليكون هناك وعي تجاه دعوات تفكيك سوريا.

■ لكن هناك مخاوف عند الكثير من السوريين في ظل ما يحصل من قتل، والبعض يقول عن سوريين آخرين: «لا نريد العيش معهم». ما رأيكم؟

هناك مخاوف حقيقية نعم، وهناك مخاطر حقيقية من القتل الطائفي. لكنّ هذا الكلام مرفوض جملةً وتفصيلاً. لا شك أن أحداث الساحل وأعمال القتل المروّعة التي قامت بها عصابات طائفية بحقّ أهلنا السوريين من الطائفة العلوية وبعض المسيحيين في الساحل السوري دفعت البعض ليقول هذا الكلام. لكن نحن كسوريين لا خيار لنا إلا بالتصالح والتعالي عن الجراح. والمسؤول الأول عن وقف هذه الدوامة هو السلطة الحالية برئاسة الرئيس أحمد الشرع. الرئيس الشرع تحدّث عن سوريا الجديدة وعن العدالة الانتقالية وتفاءلنا خيراً بخطاباته، ونحن لا نراها الآن، بل نرى القتل الطائفي والعشوائي. ما حصل في الساحل غير مقبول إطلاقاً ولا يمكن السكوت عنه. نحن ندين الهجمات على الأمن العام وندين أيضاً كل ما حصل في الساحل بحق الأبرياء.

يجب محاسبة المسؤولين عن المجازر والمحرّضين الذين يستمر بعضهم بالتحريض حتى الآن، لكي تعبر سوريا الخطر. هناك وجود كبير للأجانب وبعضهم في المؤسسات الرسمية. هذا الوضع سيكون عائقاً أمام رفع العقوبات، وسيدفع السوريون ثمن ذلك. على المهاجرين الأجانب أن يعودوا إلى بلادهم لأن لا أحد سيقبل أن تبقى سوريا تجمّعاً لهم بعد سقوط النظام السابق.

الحكومة السورية ليست كاملة الشرعية ولا يمكن أن تستمر بهذا الشكل

هناك جهد كبير يجب وضعه لحماية أهل الساحل من الهجمات الانتقامية لأن ذلك سيدفع البلاد إلى الحرب الأهلية والتدخّل الخارجي الشرس تحت عنوان الحماية الخارجية. نحن أيضاً رحّبنا بالاتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية على أمل أن يكون الاتجاه نحو حل كل الأزمات بين السوريين في الحوار. إن الكرد هم سوريون ومواطنون متساوون في الحقوق والواجبات مع غيرهم، ومكانهم سوريا الموحّدة وليس أي مشروع انفصالي. نحن أيضاً على تواصل مع إخوتنا الكرد لكي نتعاون على خير سوريا.

■ لكن ما هي الضمانات لأن تقوم الحكومة الحالية بمثل هذه الجهود؟ هل تحدّثتم معها بالأمر؟

نعم نحن على تواصل مع مسؤولين عسكريين وأمنيين ومع السيد المحافظ، ونعطي رأينا بالأمور بوضوح. في السويداء هناك قلق من الفوضى في صفوف القوات الأمنية ومن وجود الأجانب. لذلك اتفقنا أن يقوم أبناء السويداء من العسكريين في المحافظة بإدارة العمل الشرطي والأمني بالتنسيق مع دمشق إلى حين استتباب الأوضاع أكثر في تنظيم القوات المسلحة. بصراحة الأوضاع حتى الآن غير مطمئنة. لذلك نفضّل الانتظار ونعمل مع جميع الفصائل في السويداء للتعاون ونبذ الخلافات، والتقينا قبل أيام أيضاً بوفد من «المجلس العسكري» وتباحثنا في التطورات الأخيرة.

■ ما هي الخطوات السياسية المتوقّعة لحل المشاكل الحالية؟

نحن نعتقد بأن أول الطريق لبناء دولة حقيقية هو انبثاق السلطة. المشروع الدستوري الذي تمّ نقاشه غير مقبول بالنسبة إلينا. فيه الكثير من الأمور الجوهرية ناقصة. البرلمان والحكومة فيه مجرد واجهة والسلطة بكاملها بيد الرئاسة. كما أننا ندعو لدولة مدنية وطنية يتساوى فيها جميع السوريين. يجب أن تحصل انتخابات حقيقية لتنتج برلماناً يتمثّل فيه جميع السوريين ويتم إنتاج السلطة عبره. هذا هو المسار الطبيعي لكي تحفظ سوريا داخلها وتعيد الثقة الدولية والعربية إليها.

■ ماذا عن الدعوات للحماية الإسرائيلية؟ ما رأيكم بكلام الشيخ موفق طريف؟

ـ نحن نحترم الشيخ موفق طريف وندرك غيرته علينا وهو شيخ عقل إخوتنا الدروز في فلسطين المحتلة، ويمثّلهم. لكن نحن لا نعتقد بأن السويداء بحاجة إلى حماية إسرائيلية، فإسرائيل لا يمكن أن تحمي شعبنا وهي تحتل الأرض في فلسطين وسوريا وتستمر بأعمال القتل في غزة ولبنان ودرعا.

نحن لا ننكر وجود مخاوف وإسرائيل تحاول الدخول من هذا الباب. الموحّدون الدروز هم طائفة ليست طائفية، وشعاراتها ليست شعارات طائفية بل وطنية. هناك مخاوف، ومن حقنا كمكوّن أن نحافظ على وجودنا وعلى تاريخنا وعلى إرثنا، ومن حقنا أن نتحسّب وأن نتخذ احتياطاتنا بسبب وجود فكر التطرف والقتل. لكن عندما هاجم «داعش» السويداء، دافع أبناء السويداء عن أنفسهم. فمن حق السويداء أن تكون حذرة حتى يتم بسط الأمن والأمان من الشمال وحتى الجنوب. ونحن على استعداد لتسليم السلاح عندما تتحوّل الدولة إلى دولة تحفظ كرامة المواطن ولا تعتمد عدم الإقصاء والقتل. لكن لا أحد يريد الحماية الإسرئيلية.

■ كيف هي علاقتكم مع مشايخ العقل الثلاثة؟ وهل أنتم على توافق مع مواقف الشيخ حكمت الهجري؟

نحن على علاقة ممتازة مع مشايخ العقل وهناك تنسيق جيد بين الجميع. وبخصوص مواقف الشيخ الهجري، نحن أيضاً على تفاهم معه وقد تبادلنا الزيارات. المشايخ هم هيئة روحية اضطرتهم الظروف إلى لعب أدوار سياسية من خلفية عمل الخير لما فيه مصلحة البلاد والعباد، ونحن نقدّر ذلك. والشيخ الهجري وقف مع أهله ومع مطالب المواطنين المحقّة في أصعب الظروف، ونزل وساهم في ساحة الكرامة وشاركنا بموقفنا ووجودنا ومطالبنا المحقّة. هواجس الشيخ الهجري موجودة عندنا جميعاً، وكل منّا يعبّر عن الموقف على طريقته.

■ ما رأيكم بالتدخلات الخارجية؟

نحن نرفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية من أي جهة أتى ونطالب الجميع بعدم تحويل سوريا إلى ساحة للصراعات الجديدة بعد أن دفعنا ثمناً غالياً للصراعات الدولية والإقليمية. الوجود التركي بشكله الحالي مقلق وهو يثير قلق دول كثيرة ويعطي ذريعة للتوسّع الإسرائيلي. لذلك نتمنى من الرئيس الشرع أن يقيم علاقات متوازنة وأن لا يسمح لدول بالسيطرة على القرار السوري.